الخيانة الزوجية من أشد الأفعال التي تؤثر على الحياة الزوجية بالكامل والتي تعد أول سبب مباشرة لحدوث الأنفصال. جميعنا يعلم ان الخيانة من أشد واصعب الأحاسيس التي نشعر بها، وذلك بسبب الثقة الكبيرة التي نضعها في الكثير من الأشخاص من حولنا والتي أيضًا يمنحها الأزواج لبعضهم وتكون هذه اثقة ثقة عمياء ولذلك فإن الخيانة تكون مستحيلة الحدوث، ولكن عند حدوث الخيانة نشعر وكأن هذا الشخص الذي تسبب بالخيانة كأنما قتل الشخص الذي وثق فيه. وهناك العديد من أشكال الخيانة التي تحدث بين الزوجين والتي سنقوم بتوضيحها في المقال، وبسبب تعدد أشكال الخيانة، فمن الصعب أن تجد تعريفًا موحدًا للخيانة.
رفض ذات مرة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد/ مايك بنس تناول وجبة العشاء مع أي سيدة بمفرده، ولذلك أحترامًا وتقديرًا لزوجته، وايضًا أحترامًا لمعتقده الديني، ومنذ ذلك الحين تم تسميه هذا الموقف بقاعدة بنس، وهناك أختلاف في الراء فيما يخص هذا الموقف فمن الناس من قال أن هذا التصرف ضد المرأة وفيه تحيز ضدها، ومنهم من أيد الموقف وقال أنه من الممكن أن يحد من ظاهرة التحرش.
وفي أستطلاع للرأي تم اجراءه حول خيانة الزوجين، أظهرت بعض النتائج أن شراء طعام أو هدايا لزميل من الجنس الأخر يعد نوع من أنواع الخيانة أيضًا.

دراسات حول نسب الخيانة الزوجية:
الجدير بالذكر أن تقدير نسب الخيانات الزوجية هو أمر صعب الحدوث، وذلك بسبب عدم القدرة على أحصاء كافة الحالات التي حدثت سواء من الزوج أو من الزوجة، وايضًا يرجع إلى أننا لا نعلم حدوث الخيانة في أغلب الحالات إلا في حالة اعتراف الشخص بها، ولكن هناك العديد من الدراسات وأستطلاعات الرأي التي تم أجراؤها حول موضوع الخيانة الزوجية، وأظهرت هذه الدراسات والأستطلاعات نتائج متابينة حول نسب الخيانة التي يقوم بها أحد شركاء الحياة للأخر، ومن أبرز الدراسات الآتي:
في دراسة قام بها متخصصون بناءً على الأعترافات الشخصية، كانت النتيجة أن حوالي 68% من الزوجات و 75% من الأزواج قاموا بالأعتراف بخيانة شركائهم أو قاموا بفعل قد يرتقي لها سواء كان عاطفي أو حتى جسدي في مرحلة من مراحل عمرهم.
وتشير دراسة أخرى أجريت حديثًا إلى أن نسب الخيانة كانت متساوية تقريبًا عند كلا الجنسين.
وفي دراسة أحصائية أخرى أوضحت أن نسب الخيانة التي تم أحصائها من خلال أعترافات زوجية مؤكده من خلال الزوجين كانت لا تتعدى ال 15%.
ومن ناحية أخرى وفي دراسة تم أجراؤها مؤخرًا، أو ضحت النتائج أن عدد الأزواج الذين قاموا بالخيانة الزوجية أو ينون للقيام بها لا تتعدى نسبتهم ال 5%.
وتقول أحدى المتخصصين في كالغاري، أن الناس دائما ما يتوقعون الأجمل ويتفائلون من ناحية شركاء حياتهم، ولكن نادرًا من ما توقعون حدوث الأشياء المؤسفة والاحداث الأسوء، لذلك فمن الصعب أن يتوقع شريك الحياة خيانة شريكه وذلك بسبب الثقة والتوقع الجيد ناحيته. ولكن على الناحية الأخرى فأن توقع الاسوء ومراقبة الشريك في كل تصرفاته على مدار اليوم قد يتسبب في تحول حياة الزوجين إلى جحيم صعب تحمله.

أسباب الخيانة:
أن غياب التفاهم وغياب الحديث المتبادل بين الزوجين هو أحد أهم أسباب الخيانة، بمعنى أن الزوجة إذا شعرت أن وجها لا يهتم بأمرها ولا يتحدث معها عن حياتهما وعن مستقبل علاقتهما، وعن المشاكل التي قد تعاني منها والاهمال المتكرر، والأهمال في العلاجة الحميمة بينهما فهذا قد يدفعها للحديث مع شخص أخر يلبي هذه الأحتياجات ومن ثم الخيانة.
وأيضًا الزوج إذا شعر بالأهمال وعدم أهتمام زوجته به، وعدم الشعور بمدى أنشغاله وتعبه في عمله طوال ليوم وأنه يحتاج إلى البيت لكي يرتاح فيه، وتحول هذا البيت إلى مصدر قلق وتوتر، وأيضًا مشاكل العلاقة الحميمة فهذا أيضًا قد يدفعه لخيانة زوجته.
لذلك يجب على الزوجين وضع حدود للتعامل مع الجنس الآخر لكل منهم، حتى يرتاح الطرف الأخر ولا يطلق تهمه الخيانة على شريكة وأيضًا لكل يعلم الطرف الأخر حدود التعامل مع غير شريكة.
وفي دراسة أجراها باحثون أوضحت أن حوالي 70% تقريبًا من الأزواج لم يضعوا حد للتعامل مع الجنس الأخر لكل منهم ولم يضعوا حدودًا إذا تم تخطيها يعد خيانة، على سبيل المثال إذا قام أحد الزواج بالتحدث إلى شخص آخر من خلال بعض التطبيقات المخصصة لذلك فهذا يعد خيانةن أو إذا قام أحد منهم بملاطفة شخص آخر غير شريكة فهذا أيضًا خيانة.
كل هذه الأمور قد تصعب من تعريف مصطلح الخيانة فلكل علاقة حدود لها وكل زوجين يختلف لديهم التعريف، فمنهم من يعتبر أن شريكة خائن إذا قام بملاطفة أحد آخر، ومنهم إذا قام الشخص بالتحدث مع شخص آخر، ومنهم بالتأكيد يعتبره خائن إذا قام بعمل علاقة حميمية بالفعل مع غيره.

الخيانة العاطفية:
أما بالنسبة للخيانه العاطفية فهي صعبة التعريف وذلك لأنها مختلفة أيضًا من شخص لآخر، على سبيل المثال في بيئات العمل قد تحدث بعض الأعجابات او القبول بين الأصدقاء والتي قد تتحول من الصداقة عادية إلى علاقات حب ومن ثم يقعوا في مستنقع الخيانه.
وفي أستطلاع للرأي قال المشاركون فيه أنه ليس من الضروري أن يقوم شريك الحياة أو شريكته بالعلاقة الحميمة لكي نطلق عليه خيانه بل يكفي أحيانا الملاطفات والخروج عن سياق العمل والبوح بالأسرار والعواطف فذلك أيضًا يعد خيانه.
وفي دراسة تم أجراها أحد المتخصصين عام 1995، أشارت إلى أن تأثير الأصدقاء قد يكون أحد أهم الأسباب للقيام بعملية الخيانه، حيث أن كلما زاد عدد الأصدقاء المقربين والذين يقومون بالخيانه فقد تزداد أيضًا أحتمالية أن تقوم أنت بالخيانه في المستقبل، أو قد تكون قمت بالفعل بالخيانة مسبقًا.
وعلى العكس فكلما قل عدد هؤلاء الأصدقاء، قلت أيضًا احتمالية أن تقوم أنت بالخيانه، وذلك بسبب أن الأصدقاء دائمًا ما يقومون بالتأثير على أصدقائهم، ويميل الناس إلى صداقة من هم على نفس شاكلتهم وطباعهم، فالمرء على دين خليله.
الأغلبية العظمى من الأزواج يأدون أن الخيانه عبارة عن خطأ أخلاقي وديني فادح، وأن معظهم يودون أن يعترف الطرف الأخر بالخيانه في حالة قيامه بها أو أرتكابه لهذا الخطأ.
وبالتأكيد ودون أي شك فإن الأعتراف بالخيانه سوف يؤذي مشاعر شريك الحياة ولكنه أنه أهون بكثير من معرفة الخيانه من طرف أخر، عندها سيصاب شريك الحياة بالخزلان والخزي والذي سيؤدي إلى أنهيار العلاقة الزوجية بالكامل.

تأثير الشخصيات على الخيانة:
وهناك بعض الصفات الشخصية التي تؤثر على العلاقة عند الأعتراف بالقيام بالخيانه، مثل الشخصيات النرجسية التي تريد بأن تشعر بالعظمة الزائدة والسيطرة والتحكم في العلاقة بالكامل، وهناك نوع أخر من الشخصيات الأخرى وهذه الشخصيات من النوع العاطفي والتي تكون سريعة التأثر وعاطفية لدرجة كبيرة وهذه الشخصيات لم يكن لديهم القدرة على الثقة بأنفسهم ويتأثرون بدرجة كبيرة بأحكام الأخرين عليهم.
ويقول أحد المتخصصين أن إذا كنت على علاقة بأحد هذه الشخصيات فقد يؤدي ذلك إلى العديد من المشاكل، فعند القيام بالخيانه وكان شريك الحياة شخص ذات طباع شخصية نرجسية فسوف يقوم بالرد على هذه الخيانه برد فعل أنتقامي، على الناحية الأخرى الأشخاص العاطفيين سوف يكون رد فعلهم مغاير تمامًا للنرجسيين فقد يعتبرون ان القيام بهذه الخيانه هو أهانة شخصية كبيرة بالنسبة لهم وقد ينتابهم القلق والتوتر الكبيرين.
في بعض الأحيان تكون عملية الخيانه علاقة عابرة يقوم بها الشخص مرة واحدة في الحياة وتكون في الغالب خارج سيطرته، ويعترف بذنبه لشريكه حياته، فالتأثير على شريك الحياة هنا سيكون اقل من الشخص الذي تعود الخيانه وينكرها أو لا يهتم بمشاعر شريكة، فالأعتراف بالذنب والأعتذار عنه قد يحل الكثير من المشاكل التي قد تتسبب فيها الخيانة والتي تؤدي في الغالب إلى أنهيار العلاقة الزوجية بالكامل.
والجدير بالذكر أن حل مشكلة الخيانه ومنع الأزواج من القيام بمثل هذه الأمور الخارجة عن الأخلاق والدين هو أن يكون بين الزوجين تواصل دائم وأن يهتم شركاء الحياة ببناء جسر للتفاهم بينهم حول أمور حياتهم وعن كل ما يواجهون في الحياة من أمور جيدة ومن مشاكل أيضًا سواء كانت في الحياة الزوجية الطبيعية أو في العلاقة الحميمة والعمل على حل هذه المشاكل سويًا، فإن ذلك سيؤدي إلى حل مشكلة الخيانة الزوجية بكافة أنواعها حلًا جذريًا، وسيعمل على تقوية علاقة الزوجين ببعضهم كثيرًا.وللمزيد..