سبب الشهوة المستمرة عند النساء.. هل تؤثر على العلاقة الزوجية ؟ حيث سنبحث من خلال هذا المقال عن الأسباب التي تزيد من الرغبة والشهوة الجنسية عند المرأة ومدى تأثيرها على العلاقة مع الزوج.
ربّما يكون الحديث عن الرغبة والدافع الجنسي في أغلب الأوقات يخص الرجال خصوصًا إذا كان الأمر يتعلق بوجود زيادة في الشهوة الجنسية، ولكن ماذا عن استمرار وزيادة الشهوة الجنسية عند الأنثى دعونا نلقي نظرة على الأمر.
الدافع الجنسي عند المرأة
في الحقيقة لا يبقى الدافع الجنسي عند المرأة كما هو بل يتبدل و يتغير نتيجة مجموعة من الظروف و العوامل و الأسباب، فهناك الحمل و الولادة و انقطاع الطمث والتوتر والضغوطات النفسية التي تقلل من الرغبة الجنسية عند الأنثى.
أما فيما يتعلق بزيادة الدافع و الشهوانية الجنسية عند الأنثى فإنّها تزيد في أيام الخصوبة وتحديدا الأيام التي تسبق الإباضة.
سبب الشهوة المستمرة عند النساء
إنّ أبرز عامل في سبب الشهوة المستمرة عند النساء هو مستويات الهرمونات الجنسية في الجسم، حيث تعتبر الهرمونات مواد طبيعية تفرزها الغدد الصماء من أجل توصيل رسائل بين خلايا الجسم وأعضائه وتلعب دورا بارزًا في الكثير من وظائف الجسم وأبرزها زيادة الشهوة والرغبة الجنسية عند الأنثى.
وقبل الحديث عن دور الهرمونات في زيادة هذه الشهوة دعونا نمر على أسماء الهرمونات الجنسية التي لها علاقة بالأمر:
هرمون الأستروجين: يعتبر هذا الهرمون أكثر الهرمونات الجنسية الأنثوية شهرة، حيث يتم إنتاج معظمه من خلال المبايض وتنتجه أيضا الخلايا الدهنية والغدة الكظرية بكميات قليلة، وظيفة هذا الهرمون الأساسية هو تطوير الجهاز التناسلي و الأعضاء الجنسية عند المرأة والتي تبدأ عادة في سن البلوغ.
هرمون البروجسترون: هو عبارة عن هرمون أنثوي يتم إنتاجه بالغدة الكظرية و المبايض و المشيمة، يرتفع مستوى هذا الهرمون في أيام الإباضة وعند حدوث الحمل وتكمن وظيفته في إعداد الجسم للحمل وتنظيم الدورة الشهرية، لذلك يؤدي انخفاض نسبة هذا الهرمون في جسم المرأة إلى عدم انتظام في الدورة الشهرية و صعوبة حدوث الحمل إضافة إلى حدوث مضاعفات خلال حمل المرأة.
هرمون التستوستيرون: هو هرمون الذكورة الخاص بالرجال لكنه يتواجد بنسبة ضئيلة عند النساء حيث يلعب دور في زيادة الدافع الجنسي و إنتاج خلايا الدم الحمراء و بناء العظام والأنسجة وله علاقة بالدورة الشهرية أيضًا.
فيما يتعلق بالهرمونات الجنسية و زيادة الشهوة الجنسية عند الأنثى، حيث يؤدي ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين إلى حدوث زيادة في تشحيم المهبل تقود إلى زيادة الدافع و الشهوة الجنسية عند الأنثى بينما تؤدي الزيادة في هرمون البروجسترون إلى انخفاض الرغبة عند الأنثى.
أما هرمون التستوستيرون في جسم المرأة فإنّ زيادة مستوياته قد تؤدي إلى زيادة الدافع و الرغبة الجنسية عند الأنثى لكنّ استخدامه كعلاج من أجل زيادة الرغبة والشهوة أمر غير فعّال.
أسباب أخرى للشهوة المستمرة عند النساء
هناك أسباب أخرى غير الهرمونات الجنسية تلعب دورا في الشهوة المستمرة عند المرأة وتدخل هذه الأسباب ضمن الإطار الطبيعي ، أبرز هذه الأسباب ما يلي:
العمر: حيث تكون النساء في سن ما بين ٢٧ عام إلى ٤٥ عام أكثر رغبة في ممارسة الجنس مقارنة مع النساء الأصغر سنا.
فترات الحمل و الولادة: حيث تتقلب مستويات الهرمونات في هذه الفترات، إذ توجد العديد من النساء الذين تقل لديهن الرغبة الجنسية لكن هناك بعض النساء خصوصا في الثلث الثاني من الحمل تزيد لديهن الشهوة في ممارسة الجنس.
التوتر والضغوطات النفسية: ربّما يعتقد الكثيرين أنّ التوتر و الضغط النفسي يقلل من استمرار الشهوة عند النساء، لكن قد يتخذ بعض النساء الجنس كوسيلة التفريغ و التخفيف عن النفس.
ممارسة الرياضة و اللياقة البدنية: حيث وجدت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة و رياضات اللياقة البدنية تزيد لديهم الشهوة والرغبة في ممارسة الجنس.
شرب الكحول: حيث يزيد شرب الكحول في بداية الأمر من الدافع و الرغبة الجنسية عند الرجل أو المرأة لكن قد تقل الرغبة على المدى البعيد.
تناول العقاقير المنشطة خصوصًا الكوكايين حيث يزيد من الشهوة والدافع الجنسي عند استخدامه.
مشاكل صحية تزيد من الشهوة الجنسية عند النساء
يوجد ما يسمّى بفرط الشهوة الجنسية أو السلوك الجنسي القهري، وهذا الأمر عادة ما يعيق عمل الشخص ويؤثر على حياته اليومية، قد يكون سبب حدوث هذا الإفراط واحدة من المشاكل الصحية التالية:
وجود خلل في التوازن الخاص بالمواد الطبيعية للدماغ: أو ما يسمى الناقلات العصبية التي تلعب دورًا في تنظيم مزاج الشخص، حيث يؤدي ارتفاع هذه الناقلات إلى الإفراط في الشهوة الجنسية عند الأنثى.
حدوث اضطراب في مسارات الدماغ عند المرأة: حيث يمكن أن يؤثر الإفراط في السلوك الجنسي على مراكز الإدمان في الدماغ ويصبح الأمر خارج سيطرة المرأة وقد تحتاج مستقبلا إلى حافز إضافي يشعرها بالنشوة والراحة الجنسية أثناء الممارسة.
مشاكل صحية عصبية: حيث يمكن أن تؤدي بعض المشاكل التي تصيب الدماغ مثل الخرف أو الصرع إلى الإفراط في الشهوة الجنسية عند المرأة.
الأدوية التي تستخدم في علاج مرض باركنسون: حيث يمكن أن تحفز الدوبامين مما يؤدي إلى الزيادة الكبيرة في الشهوة الجنسية
هل تؤثر الشهوة المستمرة عند النساء على العلاقة الزوجية
في الحقيقة تعتبر الشهوة المستمرة عند النساء مشكلة غير خطيرة ومن النادر أن تدلّل على وجود مشكلة ما، بل على العكس تعد الشهوة الجنسية و الرغبة لديها شيء ضروري مهم من أجل إتمام العلاقة الزوجية و الشعور بأقصى درجات المتعة خلال ممارسة الجماع.
كيفية التعامل مع الشهوة المستمرة عند النساء
هناك أمور ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند الحديث عن زيادة الشهوة عند الأنثى وفيما يتعلق بكيفية التعامل معها، نذكر فيما يلي أبرز هذه الأمور:
ينبغي في البداية التخلص من جميع الأفكار السلبية الخاصة بزيادة الدافع الجنسي عند المرأة، حيث يعتبر هذا الأمر طبيعي جدًّا فزيادة الشهوة أمر ليس مرتبط بالرجال وحدهم فالمرأة أيضا لها غريزة الجنس التي قد تزيد في فترات وتقل في فترات أخرى.
ضرورة التحدث و الحوار مع الزوج، حيث يوجد الكثير من الأزواج الذين لا يفصحون عن ما يجول في خاطرهم بشأن الأمور الجنسية وما يشعرون به نحو الشريك، وهذا خطأ كبير لأنه يمكن أن يكون مقدمة لحدوث مشكلة كبيرة بين الطرفين لذلك يجب أن يتعود الزوج والزوجة على الحوار والمصارحة في كل ما يتعلق بالأمور الجنسية.
استشارة خبير أو طبيب في الأمور الجنسية، حيث يمكن أن يقلّل الخبير والمستشار في الأمور الجنسية من المخاوف التي تنتاب الشخص حول زيادة الشهوة لديه، والطبيب يمكنه تحديد الأسباب الكامنة وراء حدوث الأمر في حال وجودها.
يمكن أن يكون إشغال النفس بالشيء المفيد في التخفيف من الشهوة الزائدة، خصوصا إذا كان الأمر مرتبط بوجود إفراط في الشهوة والسلوك الجنسي، حيث يمكن أن تساعد ممارسة الهوايات مثلا مثل: القراءة و الكتابة و الموسيقى وغير ذلك في التخفيف من الزيادة الكبيرة في الرغبة الجنسية.
أوقات تزداد فيها الشهوة الجنسية عند الإناث
ذكرنا سابقًا أن المرأة تمر بفترات تكون فيها الشهوة و الرغبة الجنسية قليلة مقابل أوقات أخرى يكون فيها الدافع أكبر، حيث يمكن للزوجين استغلال هذه الفترة من أجل الاستمتاع أكثر بالعلاقة الجنسية، سنذكر فيما يلي أبرز هذه الأوقات:
في أيام التبويض: حيث تعتبر أيام الإباضة أكثر الأيام التي تزداد فيها الرغبة و الشهوة الجنسية عند لدى الأنثى، وتكون هذه الأيام في العادة عند انتهاء الدورة الشهرية بحوالي أسبوع حيث يمكن للمرأة ملاحظة الإفرازات التي تنزل من المهبل والتي قد تكون إشارة على بدء أيام التبويض و الإخصاب.
عند ممارسة التمارين الرياضية: في الحقيقة تلعب التمارين الرياضية دورا كبيرا في تحسين الصحة الجنسية وزيادة الرغبة عند الأنثى فٓ بالإضافة أنها تزيد من رشاقة وليونة الجسم تعمل أيضًا على تحسين النفسية وبالتالي زيادة الشهوة وأيضا تزيد من تدفق الدم نحو الأعضاء الجنسية وهذا يزيد أيضا من الشهوة لديها.
موسم الربيع والصيف: حيث يزيد التعرض من أشعة الشمس خلال هذه الفصول من الشهية الجنسية لأن التعرض للشمس يزيد من فيتامين د الذي يحفز الرغبة عند المرأة، ولا ننسى أيضا أن ارتفاع فيتامين د يؤدي إلى ارتفاع هرمون التستوستيرون الذي يزيد بشكل كبير من الشهوة والدافع الجنسي.
في فترة الراحة من العمل: حيث غالبًا ما تشكّل ضغوطات العمل انخفاض في الطاقة الجنسية عند الشخص ولا تجد المرأة وقتا للاهتمام بنفسها والجلوس مع شريكها، لكنّ فترات الراحة مثل عطل نهاية الأسبوع أو المناسبات أو العطل الصيفية تزيد من الشهوة و الدافع لممارسة الجنس.
أطعمة تزيد من الشهوة الجنسية عند المرأة
ذكرنا عوامل كثيرة تلعب دور في زيادة الشهوة الجنسية عند المرأة، لكن ماذا عن النظام الغذائي و الطعام الذي تتناوله المرأة، حيث يؤثر نوع الطعام الذي تأكله الأنثى على الدافع الجنسي لديها، فهناك أنواع تزيد من الرغبة الجنسية عند المرأة وسنذكر فيما يلي أبرز هذه الأطعمة:
الشوكولاتة الداكنة: حيث أنها تحتوي على مادة تسمى السيروتونين والتي تخفّف من الضغوطات النفسية عند المرأة وتزيد من الاسترخاء وبالتالي زيادة الشهوة الجنسية لديها.
المكسرات: حيث يعتبر اللوز أبرز المكسرات التي تزيد من الرغبة الجنسية عند المرأة لأنه يحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات و المغنيسيوم.
المحار: حيث يلعب هذا الطعام دورًا في زيادة الهرمونات الجنسية التي تزيد من الشهوة الجنسية سواء عند الذكور أو الإناث والسبب في ذلك احتوائها على الأحماض الأمينية.
انخفاض الشهوة الجنسية عند النساء
ربّما تكون الزيادة في الشهوة الجنسية ليست أمرًا يدعوا للقلق مثلما انخفاض الرغبة لديها، لأنّ هذا يترتب عليه الكثير من التوتر بين الزوج و الزوجة في علاقتهما، وهناك في الحقيقة عوامل كثيرة لها علاقة بحدوث الأمر منها ما هو متعلق بالهرمونات أو المشاكل الصحية أو النفسية أو العلاقة بين الزوجين، وسنذكر فيما يلي أبرز أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند الأنثى:
الإصابة بمشاكل صحية مثل مرض السكري أو السرطان أو الأمراض العصبية أو أمراض جهاز الدوران.
الإصابة بمشاكل جنسية مثل الشعور بألم أثناء ممارسة الجماع أو عدم الوصول إلى النشوة الجنسية حيث يمكن أن تقلل هذه المشاكل من الرغبة الجنسية عند المرأة.
إجراء عملية جراحية في منطقة الثدي أو أي مكان في الجهاز التناسلي حيث يمكن أن يقلّل ذلك من الشهوة الجنسية عند الأنثى.
تناول بعض الأدوية التي قد يكون من آثارها الجانبية انخفاض الدافع الجنسي عند المرأة وهنا يجب استشارة الطبيب في أي دواء يتم تناوله والإخبار عن أي آثار جانبية مرتبطة به.
اتباع أساليب حياتية غير صحية مثل: التدخين و شرب الكحول و اتباع نظام غذائي غير صحي و عدم ممارسة التمارين الرياضية.
الشعور بالإرهاق والتعب الشديد الذي يكون ناتج إما عن قضاء وقت كبير في العناية بالأبناء أو العمل خارج المنزل ساعات طويلة.